فالح الحمراني
تفجيرات بلوشستان تضع المنطقة على حافة الانفجار
هل خلقت تداعيات الانفجارات في بلوشستان مبررات لدى طهران لجر المنطقة الى مواجهات لا يمكن التكهن بعواقبها وحساب القوى التي تتورط بها؟. طهران تتكلم بخطاب ناري وهي توزع التهم والانذارات لهذا وذلك. فهل هي محاولة منها لتوظيف التفجيرات لما يخدم مصلحتها أو ان تهديداتها بالقصاص لاتعدو غير تهديدات كلامية، ام انها خطة لصرف انظار الرأي العام عن المشاكل الداخلية بعملية عسكرية خاطفة في باكستان؟.وجهت طهران إنذارا للحكومة الباكستانية بأنها لا تستبعد اي خيار لتصفية الحسابات مع الإرهابيين الذين دبروا تفجيرات بلوشستان بما في ذلك تنفيذ عملية في الاراضي الباكستانية، في حال عدم تسليم زعيم منظمة جند الله وانصاره.وشهدت طهران قبل ذلك مراسم تشييع 15 من قيادات حرس الثورة الذين لقوا حتفهم في العملية الارهابية في مدينة سرباز في جنوب شرق اقليم بلوشستان. واسفرت العملية عن مقتل 57 شخصا وإصابة أكثر من 150 اخرين من بينهم شيوخ عشائر وضباط ومواطنون عاديون. وتخبطت الاستخبارات الايرانية في تحديد هوية الجهة التي تقف وراء العملية، وانتهت بالاشارة الى وجود علاقة بين المنفذين والاستخبارات الباكستانية.واستدعت وزارة الخارجية الايرانية سفير باكستان في طهران وعرضت عليه البراهين التي تثبت دخول المنفذين من الاراضي الباكستانية. ودعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد جيرانه باعتقال مدبري الجريمة وتسليمهم للقضاء الايراني.وسارعت إسلام اباد الى نفي تهمة احتضان المسلحين.ولم توافق ايران على هذا الرد.وردت قيادة الحرس الثوري عليه بحدة قائلة:اننا مستعدون للقيام بعملية واسعة النطاق لتصفية عناصر جند الله، بما في ذلك داخل باكستان، من حيث نفذ المتطرفون هجومهم. واكدت : ان ضربتهم ستكون قاصمة.وسرعان ما دوت بعد ذلك انفجارات في الجامعة الاسلامية في العاصمة الباكستانية. وفي الوقت الذي باشرت الجهات المعنية التحقيق ولم يجر الكشف عن المتورطين تعالت اصوات ان العملية الارهابية في ايران وتوجيه التهديدات لباكستان قد اطلقت يد الجماعات المنفلتة.متورطونويرى مراقبون وجود اساس للاشتباه بتورط باكستان في اعمال التخريب او على الاقل ان مدبريها يختفون في اراضيها.وربطوا ذلك بالتطورات الاخيرة في افغانستان وتصاعد التوتر بما في ذلك بلوشستان الايرانية، واتساع الميول الانفصالية لدى البلوش المنقسمين بين ايران وباكستان. وان المتطرفين يحاولون استخدام هذا الوضع لتوسيع رقعة المناطق التي يتحركون عليها خاصة بعد التضييق على طالبان والقاعدة في افغانستان.ويرى الخبراء ان تطور الاحداث الى حد الانفجار يرتبط باتخاذ باكستان اجراءات لتحسين العلاقات مع ايران، وتسليم عدد من جندالله لطهران لتجنب نشوب مواجهة مسلحة هي في غنى عنها لانها ستفرض عليها سحب قواتها من شمال غرب البلاد حيث تجري ملاحقة انصار طالبان وانصار القاعدة، الى الحدود مع ايران.وتزامنت الانفجارات في بلوشستان مع بدء المشاورات الدولية في جنيف بشأن المشكلة النووية الايرانية.وثمة قناعات بانه وفي حال مضيها بطريقة لا ترضي طهران فانها ستخرج منها بحجة ان الغرب يرد على خطواتها الايجابية بمحاولات زعزعة الاستقرار في ايران والاطاحة بالنظام الشرعي.والسؤال يدور الان عما إذا كانت التفجيرات وتداعياتها ستؤدي الى وضع المنطقة على شفا المواجهات المسلحة، ام ان الدبلوماسية الايرانية التي اتهمت وادانت البلدان الغربية وباكستان لن تمضي ابعد من الحرب الكلامية؟
مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق