بقلم مسموم:جريمة بحق البلوش!!
أعتقدت في الوهلة الاولى ان الكاتب يكتب بإنصاف في ما يصب بمصلحة الشعب البلوشي المسلم السني المضهد في دولة الغاب الصفوي ، و بكل استخفاف بعقل القارئ يضع الضحية في محل الجزار ، و كأن ما يقارب ثمانية عقود من المجازر الجماعية لا تستحق ان يدافع الشعب عن نفسه ضد الابادة ، و المضحك ان يقام مؤتمر لمصالحة السنة و الشبعة المزيفة في منطقة لا يوجد بها تواجد للشيعة اصلا في عمق مكران البلوشية ، و من الاسخف ان يطالب الكاتب الصفوي الشعب البلوشي بترك المقاومة و تقبل حرمانهم من جميع حقوقهم الانسانية و الابادة الجامعية البطيئة الممارسة في حقه على كافة الاصعدة .
خليل علي حيدر
جريمة.. بحق البلوش الهجوم الانتحاري الارهابي الذي قامت به جماعة «جند الله» في محافظة سيستان - بلوشستان الايرانية يوم 2009/10/18، والذي اوقع عشرات القتلى والجرحى من بينهم بعض كبار قادة الحرس الثوري، جريمة بشعة بحق كل الايرانيين بما فيهم البلوش انفسهم! لا يوجد بلوشي عاقل بصير بعواقب الامور، وحريص على عدم اثارة المزيد من الكراهية والعزلة ضد القومية البلوشية، يرى خيرا في مثل هذه العمليات الارهابية التي تحصد ارواح الناس بالجملة وتقتلهم شر قتلة، لا شعار العالم بحقوق البلوش، أو للانتقام من السلطات الايرانية، والتي تؤدي في الواقع الى المزيد من البؤس والحرمان.
هذه العملية الدموية، لا تختلف عن مثيلاتها التي جرت في الدار البيضاء والقاهرة والرياض، والتي تحصد ارواح مئات العراقيين والباكستانيين كل يوم، باسم الاسلام وباسم المقاومة الوطنية وباسم الدفاع عن شرف المسلمين وحقوقهم!
وصول الاقليات القومية والمذهبية الى حقوقها لا يتم بالتفجير والقتل العشوائي، وان حصلت هذه على بعض حقوقها عن هذا الطريق فستكون معجونة بالدم والنفور وتحين الفرص، المخرج الحقيقي لكل الايرانيين والعرب والاتراك والمسلمين هو اعتماد سبل المقاومة السلمية والاستفادة من القنوات المحلية والدولية والتمسك بمبادئ حقوق الانسان والرأي العام العالمي، وتحذير القوى المعارضة، مهما كانت مطالبها ومظالمها، من اللجوء للقتل والعنف والاحزمة الناسفة.
الحشد الذي اندس داخله «رجل المتفجرات» ليقتل نفسه وكل الحاضرين، كان ملتقى بين قادة الحرس الثوري الايراني ووجهاء وزعماء من العشائر الشيعية والسنية، بهدف «تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة»، في هذه المنطقة المنكوبة بمختلف انواع الصراعات، والتي تطالب منذ فترة طويلة الحكومة الايرانية بمضاعفة الاهتمام بحقوقها السياسية والاقتصادية والتنموية والقومية، هكذا قتل العديد من ابرز المتحمسين للتقارب الشيعي - السني.. في بلوشستان! لا ينبغي للحكومة الايرانية ان تستمع الى المتشددين داخلها، ولا ينبغي ان تسيطر عليها روحية الانتقام من جماعة «جند الله»، بما يخرج الحكومة عن جادة الاعتدال والقانون والعدالة. واذا كانت مثل هذه العمليات الارهابية، كما هو معروف ومجرب، لا تخدم قضية البلوش في شيء، فإن أي رد فعل انتقامي من حكومة دولة بوزن «الجمهورية الاسلامية» لن يخدم الشعب الايراني وقومياته وسنته وشيعته، والتحدي الحقيقي للسلطات الايرانية هو ان تنجح في كسب عواطف المواطنين البلوش وعزل انصار العنف و«جند الله»، بتجفيف منابع التعاطف مع شعاراتهم!
هذه العملية من جانب آخر، تذكير جديد للمسؤولين الايرانيين، ولأنصار الثورة الايرانية وحزب الله، بحاجة مناطق واسعة من ايران الى التنمية والبناء وتحسين مستوى المعيشة واشراك مختلف المذاهب والقوميات والاقليات في الحياة العامة، وتحقيق مثل هذه الاهداف الايرانية الوطنية لا يمكن على الاطلاق ان ينجز في ظل سياسة العسكرة والتعبئة الحالية، والعلاقة الدولية دائمة التأزم مع العالم الخارجي، العربي منه والاوروبي والامريكي!
تاريخ النشر 30/10/2009
المصدر : جريدة الوطن الكويتية
http://live.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=547529&AuthorID= 839
مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
http://balochistancenter.blogspot.com/
تودعكم وكالة أنباء بلوشستان المحتلة و مركز بلوشستان للدراسات البلوشية و
أكاديمية حماية اللغة البلوشية و تعلن عن إغلاقها
-
*بعد ما يقارب العام على إنشاء وكالة أنباء بلوشستان المحتلة بتاريخ 8/4/2009م
، تم خلالها نشر 570 خبراً ، و على إنشاء مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
بتاري...
قبل 14 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق