BALOCHISTAN CENTER FOR BALOCH STUDIES
مرحبا بك عزيزي الزائر .. مركز بلوشستان للدراسات البلوشية لكل ما يتعلق بالأرض البلوشية و الإنسان البلوشي من كافة النواحي الثقافية و السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية

الثلاثاء، فبراير 09، 2010

أربعة الاف سجين في سجون سيستان وبلوشستان




يوسف عزيزي


عندما قامت الثورة الايرانية وتحطم الجهاز الاداري والقضائي لنظام الشاه السابق في شباط (فبراير) 1979، اقترح الرجل الثاني في الثورة، آية الله محمود الطالقاني ان يتحول السجن الى متحف يزوره الايرانيون لأخذ الدروس والعبر كي لايتكرر تاريخه الدامي بالنظر الى انه شهد عمليات تعذيب وتنفيذ الاعدام بحق العديد من الثوريين والسجناء السياسيين، ابرزهم خسرو كلسرخي وبيجن جزني.


لكن لم يكن الطالقاني ولا الاخرون يعرفون ان هذا السجن السيء الصيت سيتحول مرة اخرى وبشكل اوسع الى مركز للتعذيب والاعدام والتصفية الجسدية للمعتقلين السياسيين ومنهم من ناضل واعتقل في نفس السجن في عهد الشاه البائد. والأسوأ من ذلك ان احداً لم يتصور ان تقام سجون تبيض في سوء ناضل واعتقل في نفس السجن في عهد الشاه البائد. والأسوأ من ذلك ان احداً لم يتصور ان تقام سجون تبيض في سوء سمعتها وجه سجن "ايفين"، ومنها سجن "كهريزك" الذي صار يعرف بسجن ابوغريب الايراني. وانا لم اتحدث هنا عن سجون الولايات والمدن النائية وخاصة تلك التي تقع في مناطق بعيدة عن العاصمة الايرانية كسجون الاهواز وكردستان وبلوشستان التي هي لا تقل بشاعة عن سجن "كهريزك"، غير ان العالم لم يعرف عنها الا القليل.


منذ 7 شهور ونحن الكتاب والصحافيون الايرانيون في المنفى نعيش على اعصابنا؛ اذ لم يمر يوم من دون ان نسمع بخبر اغتيال او اعتقال زميل او صديق صحافي او ناشط سياسي، ناهيك عن المتظاهرين العاديين الذين يملأون الشوارع بين الحين والاخر للمطالبة بحقوقهم المهضومة في ما يوصف بالجمهورية الاسلامية الايرانية.


والمشكلة بالنسبة الي، ككاتب وصحافي عملت في الصحافة الايرانية وحاضرت في الجامعات وشاركت في نضال الاوساط السياسية والثقافية من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في ايران، هي انني اعرف معظم السياسيين والصحافيين الذين اعتقلوا خلال الاشهر السبعة الماضية؛ وهم إما كانوا زملاء لي وإما اصدقاء، وإما التقيت بهم في مناسبات مختلفة في طهران. واشير هنا الى بعض هؤلاء المناضلين الذين يرزحون حاليا في عرينهم - سجن ايفين في طهران - او السجون الاخرى كسجن "غوهردشت" في مدينة كرج او في العشرات من السجون المنتشرة طولاً وعرضاً في البلاد التي تحولت كلها بفعل المتشددين الشموليين الى سجن كبير للشعوب الايرانية.


وللنساء حصة كبيرة في النضال الدائر حاليا في ايران ضد الاستبداد ومن اجل الحرية والمساواة. والملفت في الامر ان الاعتقالات في بعض الاحيان تشمل علاوة على المرأة الصحافية او الناشطة السياسية، زوجها وابناءها ايضا.
واشارت منظمة مراسلون بلاحدود التي تتخذ من باريس مقرا لها في بيانها الاخير الصادر تحت عنوان "خطر الاعدام في اكبر سجن للصحافيين في العالم" الى وجود 42 صحافي ايراني في السجون الايرانية، محذرة ازاء اصدار احكام مشددة ضد الصحافيين المعتقلين في ايران. واكدت المنظمة في بيانها: "تثير تصريحات المسؤولين في الجمهورية الاسلامية وتكرارهم للمطالبة بتنفيذ عقوبة الاعدام على المحتجين في المظاهرات قلقنا كبيرا؛ فالخطر جدي والمتشددون في نظام طهران يستطيعون ان ينفذوا حكم الاعدام بحق شهود عمليات القمع في ايران؛ وعلى المؤسسات الدولية ان تقوم باجراءات عاجلة للحيلولة دون وقوع كارثة اخرى واعدام المعتقلين السياسيين الذين يتعرضون للضغوط في السجون الايرانية".


سمعت اليوم ان زميلتي الكاتبة والصحافية ليلي فرهاد بور دخلت في حالة إغماء امام سجن ايفين وهي تبحث عن مصير ابنها المعتقل بهرنك تنكابني رئيس تحرير مجلة "فرهنك وآهنك" الشهرية. كما علمت ان زوار الفجر اعتقلوا زميلي الصحافي الكردي احسان هوشمند في بيته بعد تفتيشه واخذ ما يمكن اخذه من البيت.
السيدة بدر السادات مفيدي الامينة العامة لنقابة الصحافيين الايرانيين (انجمن صنفي روزنامه نكاران) والمعروفة بمواقفها المعتدلة اعتقلت وزوجها مسعود آقائي قبل ايام. كما اشير هنا الى الناشطات والصحافيات المعتقلات عاطفة نبوي، وبريسا آقائي، وسمية رشيدي، وبهارة هدايت، ومنصورة شجاهي، وشيوا نظر آهاري، و مهدية غولرو، ونسرين وزيري، وليلا توسلي، واختها سارا توسلي، وقد اعتقلتا مع والدهما الامين العام المساعد لحركة حرية ايران محمد توسلي. واضيف هنا زهرة تنكابني ومهين فهيمي من مجموعة "النساء من اجل السلام".


ولابد ان اشير الى صديقي "الختيار" ابراهيم يزدي الذي كان ناطقاً باسم اية الله الخميني في باريس قبيل الثورة ووزيرا للخارجية بعيد قيام الثورة الايرانية قبل ثلاثة عقود. ويعيش ابراهيم يزدي الامين العام لحركة حرية ايران – 79 عاما – ظروفاً صعبة في السجن بسبب كبر سنه وهو يعاني من امراض عديدة.


واختم المقال وانا اعلم ان زملائي الصحافيين احمد زيدآبادي ومرتضى كاظميان وبهمن احمدي آموئي و عبدالله مؤمني واصدقائي السياسيين مثل مصطفى تاج زادة، النائب السابق لوزير الداخلية، ومحسن ميردامادي، الامين العام لحزب المشاركة الايرانية وعماد الدين باقي، رئيس رابطة الدفاع عن حقوق السجناء وزعماء الحركة العمالية منصور اصانلو وسيروس مددي صامدون في غياهب سجون النظام الايراني.



ويجب ان اؤكد هنا استنادا الى احصاء نشرته صحيفة "جمهوري اسلامي" المحافظة قبل عامين ان نحو 4 الاف سجين يرزحون في سجون محافظة سيستان وبلوشستان فقط وهي محافظة في جنوب شرق ايران تقطنها القومية البلوشية.


فاذا اضفنا سجناء محافظات اخرى كالاهواز وكردستان واذربيجان سنصل الى الالوف، منهم لايقل عن 500 معتقل في سجن ايفين والمئات في السجون الاخرى في محافظة طهران.
وانا اسأل هل يمكن لنظام يدعي الاسلامية ان يستمر بالقمع والقتل والكبت والسجون المليئة بخيرة ابناء الشعوب الايرانية من نساء وصحافيين وسياسيين وطلبة ومثقفين؟





يرجى الاشارة الى مركز بلوشستان للدراسات البلوشية عند
اعادة النشر او الاقتباس

المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في مركزنا لا تعبر عن راي المركز بل عن راي الكاتب فقط

مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
www.balochistancenter.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

tags

البلوش - بلوشستان - الشعب البلوشي - البلوشي - مكران - إيران - باكستان - أفغانستان - افانستان - الخليج - القضية البلوشية - الحضارة البلوشية - اللغة البلوشية - القبائل البلوشية - baloch - baluch - balochisian - baluchistan- quetta - zahidan - sistan - pakistan - iran - afganistan-balochi - baluchi