BALOCHISTAN CENTER FOR BALOCH STUDIES
مرحبا بك عزيزي الزائر .. مركز بلوشستان للدراسات البلوشية لكل ما يتعلق بالأرض البلوشية و الإنسان البلوشي من كافة النواحي الثقافية و السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية

الأحد، فبراير 21، 2010

البرنامج النووي هل يحمي إيران من مخاطر الانشطار ؟

الطاهر الأدغم ـ الجزائر

منذ أيام قليلة انقضت إحدى وثلاثون سنة على قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى ذلك اليوم الذي أُجبر فيه شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي على مغادرة طهران ليترك الميدان لغريمه السياسي آية الله الخميني وكبار علماء الدين الشيعة الذين كانوا حوله.
الشيء الجديد في الاحتفال الرسمي والشعبي الإيراني هذا العام هو ظهور أكثر من لون وطعم ورائحة.. الأمر الذي يؤشر إلى أن قطار الثورة الإسلامية في إيران لن يظل برأس واحد وهو يبدأ عقده الرابع منذ أن دخل الخدمة وصار رقما إقليميا ودوليا يحسب له الحلفاء والأعداء أكثر من حساب.


نعم لقد ظهر في عيد الثورة أكثر من لون وطعم ورائحة.. فبالنسبة للألوان كانت المعارضة الإصلاحية حاضرة رغم حظر قوات الأمن لأي فعاليات لا تكون ضمن السياق الحكومي الرسمي، وبالنسبة للطعم دفعت المفارقة هذا العام حفيدة المؤسس الرمز الراحل آية الله الخميني وأوقعتها يوم العيد رهن احتجاز قوات الأمن رفقة زوجها شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، أما الروائح فكانت حاضرة عبر القنابل المسيلة للدموع والطلقات النارية التي استعملتها قوات الأمن للتصدي للذين جرّبوا التحدي وخرجوا لإحياء عيد الثورة الإسلامية بطريقة مغايرة للصورة النمطية التي عرفها الإيرانيون على مدى ثلاثة عقود كاملة.


ورغم محاولات التشويش التي صدرت عن الإصلاحيين؛ بذلت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد أقصى جهودها ليكون الاحتفال رسالة قوية توجهها نحو الداخل والخارج على حد سواء، وتحمل عبارة مختصرها وواضحة تقول إننا ما زلنا هنا، وإن جميع خيوط اللعبة لا تزال تحت السيطرة.
تلك الرسالة الرسمية كانت حاجة ماسة بالنسبة للحكومة بعد أن راح البعض يلمح، وحتى يصرح، إلى أن الجمهورية الإسلامية، أو أفكارها وشعاراتها على الأقل، بدأت تغادر مرحلة التألق والحيوية والشباب إلى الكهولة وربما الشيخوخة المبكرة التي قد تحيلها إلى تقاعد كامل كما حدث مع كثير من الثورات التي عرفها العالم.


ذلك التشكيك في قدرة الثورة على مواصلة المسيرة بدأ مع الجدل الكبير الذي أعقب انتخابات الرئاسة العام الماضي وتحول إلى مظاهرات واحتجاجات بسبب النتائج التي أعادت تثبيت أحمدي نجاد على الكرسي لفترة ثانية، ومن ثم تلك الشكوك التي أطلقها الإصلاحيون المنافسون وتطورت لاحقا إلى معارضة لها رؤوس معروفة ومواقف مكشوفة وأخبار مبثوثة عبر مواقع إلكترونية تتنفس من خلالها نحو الخارج بعد أن شددت الحكومة الرقابة على وسائل الإعلام الأجنبية.


نعم لقد خرج ملايين المواطنين وغصّت بهم الساحات وهم يستمعون إلى الرئيس الإيراني متحدثا عن الأمة الإيرانية وعزتها وشموخها وصمودها أمام القوى الغربية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.. واستمع العالم عبر الفضائيات، أو من أراد أن يستمع على الأقل، للرئيس الإيراني المحافظ وهو يتحدث عن مشروع بلاده النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى، والتأكيد من جديد على الطابع السلمي للعملية برمتها وانتفاء الرغبة في امتلاك سلاح نووي.


تلك الملايين المؤيدة كانت في ميدان آزادي (الحرية) والطرق الرئيسية المؤدية إليه، وكانت قوات الأمن قد اتخذت تدابير مشددة، كما توعدت بقمع أي أنشطة للرأي الآخر الذي قد يستغل المناسبة بطريقته الخاصة.. ومع ذلك تحدث الإصلاحيون عن خروج أنصارهم واشتباكهم مع قوات الأمن وعمليات الاحتجاز التي طالت بعض رموز الصف الثاني لقيادات المعارضة.


لقد بذلت الحكومة الإيرانية خلال الشهور الماضية جهدا كبيرا في التشهير بالإصلاحيين وربطهم بالخارج وتحديدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أو الشيطان الأكبر كما تطلق عليها أدبيات الثورة الإسلامية.. ووصل التوتر بين الطرفين إلى تلك التهديدات الخطيرة التي أطلقها بعض القادة المتشددين خاصة من الحرس الثوري.. لكن ذلك لم يغيّر من حقيقة الأمر شيئا وهو أن في الداخل تململا حقيقيا من وضع ما يحتاج إلى تصحيح وتعديل بشكل ما، وأن إيران الثورة الإسلامية، وهي في عقدها الرابع، لم تعد صفا واحدا وراء المرشد الأعلى، أو الولي الفقيه الذي ينوب عن إمام الزمان (الغائب) إلى حين عودته.


لقد بات واضحا الآن أن بين جدران بناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية جدلا جديدا بمواصفات تختلف عن تلك التي عُرفت سابقا بين أجنحة وأقطاب النظام.. وبات من السهل التمييز بين مجموعتين مختلفين في أساليب التعامل مع الداخل والخارج.. لكن ما يؤسف له أن الحكومة الإيرانية اختارت الهروب إلى الأمام والتركيز على البرنامج النووي لكسب الرهان.. ومتى كان السلاح بديلا عن التوافق الوطني؟ وكيف له أن يجنّب تلك الفسيفساء (العرقية واللغوية والمذهبية والسياسية) من شرور الإنشطار؟



يرجى الاشارة الى مركز بلوشستان للدراسات البلوشية عند
اعادة النشر او الاقتباس

المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في مركزنا لا تعبر عن راي المركز بل عن راي الكاتب فقط

مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
www.balochistancenter.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

tags

البلوش - بلوشستان - الشعب البلوشي - البلوشي - مكران - إيران - باكستان - أفغانستان - افانستان - الخليج - القضية البلوشية - الحضارة البلوشية - اللغة البلوشية - القبائل البلوشية - baloch - baluch - balochisian - baluchistan- quetta - zahidan - sistan - pakistan - iran - afganistan-balochi - baluchi