نظرة في كتاب أصل البلوش المنشور عام 1904م

نظرة في كتاب أصل البلوش المنشور عام 1904م

بقلم و ترجمة باحث بلوشي

كتاب أصل البلوش : مسودة تاريخية أثنولوجيكية ، نشر عام 1904م ، لمؤلفه العالم الايرلندي مانسل لانغوريث ديمز الذي ولد في منطقة باث عام 1850 و توفي عام 1922م وهو الأبن الأكبر لوالده الكابتن جورج لانغوريث ديمز من أسرة نبيلة ايرلندية ذهب للخدمة المدنية في الهند عام 1868م و امضى فترة خدمته في البنجاب و الحدود الشمالية الغربية و تقاعد عام 1897م ، صاحب عدة مؤلفات في الدراسات البلوشية المتعلقة باللغة و الأصول و التاريخ ، مثل كتاب الشعر الشعبي البلوشي و كتاب نصي للغة البلوشية يتكون من القصص المتنوعة ، والأساطير والأشعار البلوشية و قاموس بلوشي -إنكليزي . (*)

يتحدث في هذا الكتاب المؤلف عن أصل الشعب البلوشي و يستعرض الدراسات التي كتبت من قبله و ما عاصره و يناقشها كما يتعرض للتاريخ البلوشي و يستدل بعدة أدلة منها تاريخية و لغوية على ما يستند إليه من آراء و هذا مقتطف من كتابه الذي تأتي أهميته من حيث انه يعتبر أحد أوائل الدراسات التي جرت في تقصي الأصول البلوشية عبر التاريخ .

يقول مانسل في كتابه :

" البلوش قد وصفوا في كثير من الأحيان مع الكثير من التفاصيل من قبل العديد من المسافرين وضباط الحدود من بوتينجر ، فيرير ، وماسون ، و حتى سير ت .هولديتش ، والرائد مولز وورث سايكس ، و لذا انه من المهم بالنسبة لي أن أخوض في تفاصيل أخرى.

الذي أرغب في أن أنظر إليه الآن هو مسألة الأصل وتاريخ هذا العرق المميز ، ما هو موقعهم بين الأعراق البشرية ، وكيف جاءوا ليحتلوا البلدان التي يسكنونها الآن. هذه ليست في أي حال من الأحوال من الأسئلة البسيطة ، وكما يبدو من مجموعة متنوعة من الآراء التي تعتقد من قبل أشخاص مؤهلين تأهيلا جيدا للحكم.

و الأراء تنصب على هذه الأصول أو الأخرى هي كما يلي :

1- أصل تركماني ، و الذي ينادي به بوتينجر و كانيكوف

2- من أصل عربي (وربما هذه النظرية في معظم الأحيان عقدت من قبل المسافرين) ، و بقوة في الآونة الأخيرة من قبل السير ت . هولديتش

3- من الأصل إيجبوت ، على النحو الذي طرحه في وقت متأخر الدكتور بيلو

4- من أصل إيراني ، التي يفضلها السير إي . بيرتون ،لاسين ، سبيكَل ، وغيرهم. و ( و لانغوريث في كتابه هذا ) .

الآراء بشأن ظهور البلوش تتفاوتت بقدر تلك التي تتعلق بأصلهم. بوتينجر قارنهم بالتركمان (1) ، بينما اكتشف كانيكوف تشابها قويا للقرقيز، بالأغلب إلى أحد أقل القبائل تشابهاً بالشكل المنغولي من القبائل المدرجة تحت هذا الاسم. بوتينجر نفى التشابه بينهم وبين جميع العرب ،بينما من ناحية أخرى العديد من السياح تحدثوا عن ملامحهم العربية. السير ت . هولديتش الذي دافع عن أصلهم العربي في ورقة بعنوان " عرب الحدود الشمالية الغربية " ،قرأت من قبل الجمعية الانثروبولوجية في عام 1899 ، وتعتبر التشابه في الشكل و المظهر قوياً جداً .

السير إي . بيرتون ، الذي كان يعرف جيدا البلوش و على معرفة بالعرب ، لم يؤيد هذا الرأي . و يقول : مظهرهم يحمل قليلاً من التشابه بنسل إسماعيل . العين سوداء بالكامل ، فارسية معبرة ، وليست الصغيرة المتقدة العربية الأصل ، وغيرها من السمات المتميزة بشكل إستثنائي جداً ،و شائعة و إيرانية ، واللحية و هي طويل و سميكة وتتدفق و البنية البدنية متطورة وعالية '(2).

الفكرة العامة المبهمة أن يكون للبلوش سمات عربية ويبدو أن هذه السمات التي تستند أساسا إلى حقيقة ان لديهم الأنف المعقوف ، والذي من المفترض أن يبدوا يهودياً ، و لذلك بالتالي يفترض أن يكونوا ساميين و عرب . ولكن ليس هذا هو نوع العرب. هذا الأخير هو كذلك موصوف جيداً من قبل يون لوسشان (3) ، الذي لاحظ أن البدو يجب أن يعتبروا كسلالة نقية من الأصل السامي القديم : لديهم رؤوس طويلة ضيقة و بشرة داكنة ، والأنف القصير الصغير المستقيم ، و الذي هو تماماً مباشرة عكس ما نحن معتادين بتسميته بالأنف النموذجي اليهودي '. لهذا فإنه قد يضاف إلى ذلك أنه شائع جداً ان الأنف العربي منخفض عند الجذر، وهي من السمات التي قلما وجدت بين البلوش.

الوفرة الكبيرة من الشعر واللحية بين البلوش هي ليست من سمات العرب ، كثرة الشعر في غالب الأحيان شديدة ، ولقد رأيت في عدة مناسبات بلوش ظهرهم كان مغطاً بالشعر. التشابه في الطابع العام والأزياء ، وكلاهما للعرب والتركمان قد أوضح .على العموم فإن التشابه بينهم وبين التركمان يبدوا الأقوى ، ولكن إلى البدو الفرس الحقيقيين هو الأقوى من الكل.

في أي حال ، يجب أن نتذكر أن حياة البدو الرحل في البلاد التي تعاني من الجفاف المتواصل يرجح أن تطور أزياء مشابهة ، وحتى في الأعراق (الأجناس) المختلفة .الولع بالخيول يميز الأجناس في آسيا الوسطى والهضبة الفارسية بقوة كما العرب.

و البلوش عندما سمعنا بهم لأول مرة عندما كنا نسمع منهم ، كانوا يصعدون رماة ، مثل البارثيين ؛ كانوا يرتدون أحذية طويلة حمراء ؛ و ينسجون السجاد والبسط ، جميع الخصائص تشير إلى شمالي فارس بدلا من الجزيرة العربية .

عندما جائوا عن قرب فإنهم ترجلوا و قاتلوا سيرا على الأقدام ، مثل المحاربين من الشاهنامة ، لأنهم لا يزالون يحافظون على العرف. في صفة واحد من الصفات أنهم يختلفون عن العرب بشكل لافت للنظر. أنهم عرقية قلبها مفتوح ،و تسر بسهولة ، ومولعة بالنكت والضحك ، بينما في المسائل الدينية هي خالية من التعصب و متعقلة و متسامحة ، وعلى استعداد لمناقشة الآراء بعقل مفتوح. والعديد من القصص ، والأساطير ، والتقاليد هي خالية من عنصر الخوارق. سيكون من الصعب العثور على نقيض لهم أكبر من ذلك الذي يمثله العرب المتعصبون بكثافة و تركز . "

____________________

1 Pottinger's ' Travels in Beloochistan,' 1816, pp. 268, 269.
2 Burton's ' Sind Revisited,' 1877, vol. ii., p. 159.
3 Quoted in ' Man Past and Present,' by A. A. Keane, 1900, p. 502.

(*) Mansel Longworth Dames
R. C. Temple and H. H. Howorth
The Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland, No. 2 (Apr., 1922), pp. 301-305 (article consists of 5 pages)
Published by: Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland

للإطلاع على النص الكامل للكتاب : Full Text

(The Baloch race. A historical and ethnological sketch (1904

Author: Dames, Mansel Longworth

Subject: Baluchi Southwest Asian people

Publisher: London, Royal Asiatic society

كتب أخرى للمؤلف :

A text book of the Balochi language : consisting of miscellaneous stories, legends, poems and Balochi-English vocabulary - Dames, Mansel Longworth, 1850-1922

Popular poetry of the Baloches (Volume 1) - Dames, Mansel Longworth, 1850-1922

يرجى الاشارة الى مركز بلوشستان للدراسات البلوشية عند
اعادة النشر او الاقتباس

المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في مركزنا لا تعبر عن راي المركز بل عن راي الكاتب فقط

مركز بلوشستان للدراسات البلوشية
www.balochistancenter.blogspot.com